غرفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتي..

غرفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتي ... صابر ابـــــــــــــــــــــــــــــــــــوراس


أنام كثيرا هذه الأيام ...هل أنا متعب أم أن حياتي أصبحت مظلمة إلى حد يدفعني إلى النعاس و الانطلاق إلى النوم لا يوجد في غرفتي سوى سرير واحد ويعيش فيها رجل واحد ..لا أعلم أين يقع الباب ولا كيف أخرج منها,ولكنها قد تكون أفضل من الخارج ,فإضافة إلى أنني لا أجد المخرج فأنا أيضا أخاف أن أخرج منها ولكن المشكلة الأزلية التي لا أجد لها حلا هو أني كيف دخلت على غرفتي من الأصل!.
لم أصف لكم الحجرة كما ينبغي.. دائما هناك شعاع نور واحد,يتغير مكانه ولا أعرف من أين سيأتي في المرة المقبلة؟؟ .
وهذا الشعاع سمح لي أن أرى مكونات الحجرة,مجرد سرير أنام وأقوم وأعيش وسأموت عليه, لم أ صف لكم الأحداث العجيبة التي تدور عليه...برد وحر..ورعد وبرق .... نـــــــــــــــــــعم في الداخل أكاد أرى الغيوم ,وأكاد أن أشعر بقطرات المطر .
يوميا .. وكل دقيقة يمر أناس يعبرون من أمامي .. أسمع خطاهم وألمح وجوههم ..ولا أكاد أتأكد هل هم موجودين فعلا أم لا.. حتى يختفوا من أمامي ولكن من أين يدخلون ومن أين يخرجون ؟؟!! إني حتى لا أعلم علو سقف حجرتي ,أحيانا أصطدم به وأنا جالس وأحيانا أقفز ولكن لا أطوله
.... البارحة كنت نائما ... وهو الشيء الوحيد الذي أستطيع فعله هذه الأيام ... واستيقظت لأرى شعاع نور مسلطا على وجهي مباشرة ... قلبت وجهي وأغمضت عيناي هربا منه ..فإذا بي أصطدم بجسم جواري !!!!!!!!!!!! ... لم أتعود على وجود أحد بجانبي !!!!!!!,,, لم أتعود على أن أرى أو ألمس أو ألمح أي جسم في غرفتي !!!!!!! .,.,.,.,., أنها أمراه !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! تذكرت سريعا أنني أهوى أمراه وأن هناك مخلوق أسمه أمراه !! فأنا لا أرى النساء بل أحس أشباحهم التي تدخل غرفتي وتعبث بأغراضها عندما أكون مخمورا من الحب والتفكير وكؤوس النبيذ ..... حاولت أن أوقظها ...!! لا أكاد ألمسها حتى أسحب يدي سريعا من قبل أن ألمسها ... وأخيرا صحت بصوت عال : استيقظي .. استيقظي
وجدتها تتقلب في سريرها .. أقصد في سريري وكأنها اعتادت النوم فيه ثم نظرت إلي بعين نصف مغلقة .. وقالت لي بصوت تخلله تنهيدة وتثاؤب :
- صباح الخير
بدت أنها غير مستغربة من الموقف كما هو الحال بالنسبة إلي .. سألتها هل تعرفينني ؟؟؟؟؟؟؟؟ فقالت :طبعــــــــــــــــــــــــــا ..... قلت لها مذهولا : ولكنني لا أعرفك ...!! قامت من السرير وأعطتني ظهرها شبه العاري وتثاءبت وهي تقول :ولن تعرفني طوال عمرك ..حاول أن تلمسني وستعرف !!!!
.... حاولت أن ألمسها ... ولكن لا جدوى كلما اقتربت منها ابتعدت ... نظرت لي وضحكت ضحكة عالية أحدثت صدى في أنحاء غرفتي ثم اخــــــــــــــــــــــــــــ...ـــــــــــــــتفتــ...