لماذا العرب نتخلفون

سألت : رغم (آلاف مليارات البترو دولارات ) , لماذا نحن متخلفون ؟؟؟
في وقت ليس ببعيد , كان لي مع العاصفة وعيد , قصف وبرق و رعيد . وهذا في حياتي ليس بجديد , فيها الكثير من الآلام والآهات والتنهيد.
بدعوة من أحد المراكز(الثقافية العربية) ألقيت محاضرة بعنوان :
"الإسهام العلمي العربي في الحضارة الإنسانية " .
كان من بين الحضور صغار وكبار ,جهلاء وشطار , أخيار وأشرار ومن جاؤوا برغبتهم ومن جاؤوا بلا اختيار , وباختصار من شاءت أن تجمعني بهم تلك الليلة الأقدار , وبالطبع مراسلو وكالات الأخبار وأعين أجهزة الموت بالانتحار.
المهم بدأت المحاضرة بالزمن القديم ومررت على ابن الهيثم والحيان وسينا وزهر والإدريسي والفارابي بتخصيص أحيانا وأحيان بالتعميم .
لم أدع أحد ( يزعل ) مني حتى لو زرع في غابات الأمازون شجرة ولو حتى زهرة أو أضاف إلى جلد الناقة شعرة أو إلى سور الصين حجرة أو إلى بحر العلوم قطرة .
انتقلت للعصر الحديث وهنا كانت الأزمة واشتدت في آذان المستمعين الصدمة, فليس في الزاد ولو لقمة, فوجهت هنا ضربة وهناك لكمة.
إذا هكذا كانت ككل محاضراتي, أفجر من خلالها بركان ذاتي, دون حساب لا للماضي ولا للآتي ولا ما سيكون عليه رد فعل أصدقائي أو صديقاتي أو كيف سيقرأ ما بين السطور الفكر ألمخابراتي ولا حتى لتكفير الفقه ألمخدراتي.
وبالختام ثارت في القاعة الضوضاء وتخاصم الفرقاء بين مؤيدين وحياديين وخصماء , وعلت أصوات أذناب الزعماء والأمراء والرؤساء واهتزت لحى الشيوخ والمكفرين والفقهاء.
بهذا الجو المفعم بالشجار بدت رؤوس فد أصابها الدوار وأعين يتطاير منها الشرار .طرح باب الأسئلة فهب كل من في القاعة يريد فض الأسرار يريد أن يعرف أسباب هذا الانهيار...فكرت قليلا وبكل هدوء ودبلوماسية تزيل كل الأخطار وتريحني من أي توضيح أو استفسار وتبعدني عن الرجم أو الرمي بالنار أو أن أغدو واحدا من الأعداء والكفار, بحثت عن شماعة تقيني غضب الأشرار فوجدتها إنه ( الاستعمار ؟ ) هو سبب كل هذا البلاء وكل تلك الهزائم وكل هذا الانهيار. لكن إحداهن لم ترضى بما انتهى إليه الحوار وكادت أن تصاب بالدوار فانفجرت بوجهي ووجه الحاضرين كالثوار. أسكتت هي الأخرى دون اعتزار.
وهكذا هدأ البركان وأطمأن الأصدقاء والخلان وكأن شيئا لم يكن /أو كان وختمت المحاضرة بالتمني للجميع بالسعادة والأمان وعشاء يملأ البطون بالبط السمان ونوما هادئا حلمان.
غادرت القاعة استنشق الهواء بعد كل الذي أصابني من غيظ وازدراء وخجلي من هذي المهزلة وذاك الهراء وألمي على أمة كتب عليها التخلف والشقاء.
لم أكد أصل أحد مقاهي البسطاء حيث ألتقي عادة بعض الأحباب والأصدقاء , وإذا بنفس السيدة السمراء ذات القامة الهيفاء باد على ملامحها الفخامة والرخاء مع لمسة من الحياء
قالت لماذا تهربت من أسئلة الحاضرين , لماذا لم تجبني لما نحن متخلفون , لماذا أذعنت لأولئك المزاودين و المخدرين ..... قلت ها قد قلتها أنت يا سيدتي فأسباب مصيبتي وهزيمتي وتخلف أمتي: إنهم اثنان في كل تاريخنا على مر الزمان في الشكل مختلفان ومتناقضان وفي الجوهر والنتيجة متفقان متطابقان , اتخذوا لهما متراسان وعلى هذه الأمة يصوبون النيران:
حكام هبطوا من السماء كلهم حكماء علماء أتقياء من سليل الأنبياء زنزاناتهم دوحات غناء وسياطهم تغني عن الغذاء والماء والهواء و ..
وبالمقابل مفكرون (مكفرون) متحجرون , سحرة و مشعوزون إن رضوا فكل الجرائم والمآثم يبررون وإن غضبوا يدمرون وللقتل باسم الله يدعون .
فأية حضارة ستنمو يا سيدتي في بلاد تحولت فيها الجامعات إلى مجامع و ومراكز الأبحاث إلى مخافر للمباحث .يا سيدتي بهذا الجو لا يسقط المطر ولا ينبت الزهر ولا يثمر الشجر فكيف للعلوم أن تزدهر فكل شيء يا سيدتي يتصحر حتى الاحتلام أو التفكر أفهمت الآن لماذا أتهرب وأعتذر وأمري أتدبر .
فيا سيدتي هذه بلاد أصابها الجدب والعقم وسيطر على ثقافتها السحر والوهم, أما علماؤها فأسرى التهديد بالقتل والسجن والألم, وأما جهالها فقد سيطروا على السيف والفلم.
عليكي أن تنتظري حتى تتحرر الكلمة وتنمو وتغدو زلزالا أو بركانا أو طوفانا يهز العروش ونارا أو منارا أو نورا يعلم حتى الوحوش وسلاحا جبارا فتاكا يهزم أعظم الجيوش. إلى ذاك الحين أمامك حلان ولكي كل الخيار فنحن في بلاد الأحرار لا إكراه ولا إجبار فإما الانتظار وإما الانتحار.
يا سيدتي أما الآن فعليكي فورا مغادرة المكان قبل أن تتهمي بخيانة الأوطان أو قلة الإيمان . قالت لحظة من يدخل من هذا الباب أليسوا أيادي وعيون صاحب هذا الزمان , قلت ومن يدخل من الباب الآخر أليسوا من أجراء أمير الطالبان....نعم يا سيدتي فقد فات الأوان فإلى أين مصيرك الآن: إما أن ترجع روحك إلى خالقها بثوان أو تتآكل ببطء في أقبية الشيطان ولربما تضحك لك الدنيا فتكوني إحدى جواري مولاك الخان.

مشكور اخي العزييييييييييييييييييييز

بس لا تنيى العرب هم اصل الحضارة الغربية


ومشكور تاني مرة

أعزائي الأسيرة / ميمو
تحياتي لكم
شكرا لمروركم
أخي ميمو أنا معك للعرب فضل كبير في الحضارة الغربية لكن توقفت عجلة الحضارة منذ فترة طويلة ونحن بحاجة لدراسة الأسباب ومعالجتها لتلافيها والانطلاق من جديد